زيارة الأمير علامة فارقة في العلاقات القطرية البوسنية
حوار – إبراهيم بدوي:
أكد سعادة السيد طارق صادوفيتش سفير جمهورية البوسنة والهرسك لدى الدولة أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى البوسنة، نقطة تحول في علاقات البلدين، معربا عن ثقته في أن تشكل الزيارة علامة فارقة في تطور التعاون المشترك ليتحول من الدعم الإنساني السخي إلى شراكة اقتصادية مستدامة.
وقال السفير صادوفيتش، في حوار مع الراية، إنه من المقرر أن تشهد الزيارة، توقيع مذكرة تفاهم بين قطر والبوسنة والهرسك للتعاون في مجال الصحة وإنتاج الدواء وتوظيف العاملين بالصحة، وأيضا توقيع بروتوكول للتعاون القانوني بين وزارتي العدل في البلدين واتفاق للتعاون بين الجامعات في الدوحة وسراييفو.
وأشار إلى أن إنشاء صندوق صداقة قطري لصالح الشعب البوسني لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة سوف يكون في مقدمة المباحثات، متوقعا أيضا بحث إنشاء خط طيران مباشر بين الدوحة وسراييفو وفتح مكتب لجهاز قطر للاستثمار في البوسنة لتقديم خبراته المتميزة في خلق فرص استثمارية جديدة.
ونوه السفير البوسني باهتمام القطريين بالاستثمار في مجال العقارات في بلاده وتنامي الاستثمارات القطرية في الفنادق والمرافق الرياضية والترفيهية.. مشيرا إلى وجود العديد من الفرص الاستثمارية الأخرى في مجالات السياحة والزراعة والصناعات الغذائية والطاقة.. وإلى تفاصيل الحوار:
> في البداية.. حدثنا عن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وتأثيرها على العلاقات الثنائية بين البلدين؟
– زيارة سمو الأمير هي الزيارة الرسمية الأولى لسموه للبوسنة والهرسك، وأعتقد أنه يمكننا كتابة مجلدات عن المصالح المشتركة لتعزيز علاقات بلدينا، ونأمل أن يعلن سمو الأمير عن مشاركة أقوى من قطر في البوسنة والهرسك، خاصة في مجالات التجارة وريادة الأعمال.
> وماذا عن أبرز النقاط على جدول الزيارة؟
– نحن على يقين أن زيارة سمو الأمير ستمثل نقطة تحول في علاقات بلدينا، وأتمنى على وجه التحديد التحول من التركيز على المرحلة الإنسانية حيث تلقى البوسنة والهرسك دعما سخيا من قطر، إلى مرحلة تعزيز الشراكة الاقتصادية، حيث ستعمل على تحسين علاقاتنا التجارية وخلق فرص عمل جديدة. وواقع الأمر أن علاقاتنا التجارية لا تواكب علاقاتنا السياسية المتميزة، وتوقيع الاتفاقيات الثنائية في مختلف المجالات سيكون بالتأكيد علامة فارقة في معالجة هذه المسألة، ومن المتوقع أن تفتتح الخطوط الجوية القطرية خط طيران مباشرا بين الدوحة وسراييفو، حيث سيكون ذلك مهما لكلا البلدين، كما نأمل أن يعلن سمو الأمير أثناء الزيارة عن إنشاء صندوق الصداقة القطري، ونود أن ينشأ جهاز قطر للاستثمار مكتبا له في سراييفو لتقديم خبراته المتميزة في خلق فرص استثمارية جديدة.
> وهل ستتطرق المباحثات لصندوق الصداقة القطري وما أهميته لكم؟
– إنشاء صندوق الصداقة القطري بالتأكيد على قائمة المباحثات، والبوسنة والهرسك ترحب بإنشائه ونتوقع أن المؤسسات المسؤولة ستقوم بكافة المسائل القانونية فورا، وأود أن أذكر أن فكرة إنشاء هذا الصندوق.. أنشأت قطر صندوقا مماثلا في تونس واليابان، وثبت أنه نموذج ناجح للاستثمار، والهدف منه دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وسوف يساعد هذا الصندوق بلادنا كثيرا في معالجة البطالة التي تعد مشكلة كبيرة في البوسنة والهرسك.
> وكم عدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي سيتم توقيعها؟
– سيتم توقيع مذكرة تفاهم بين قطر ومجلس وزراء البوسنة والهرسك للتعاون في مجال الصحة وإنتاج الدواء وتوظيف العاملين بالصحة، وأيضا توقيع بروتوكول للتعاون القانوني بين وزارتي العدل في قطر والبوسنة والهرسك، وهناك أيضا مؤشرات على أن يتم توقيع اتفاق بشأن التعاون بين الجامعات في الدوحة وسراييفو.
ووقعت البوسنة والهرسك على اتفاقية بين حكومة دولة قطر ومجلس وزراء البوسنة والهرسك بخصوص تنظيم توظيف المواطنين من البوسنة والهرسك في قطر، ونتوقع أن توقع قطر على اتفاقية مماثلة قريبا، كما نتوقع أن يتفق البلدان على بدء حوار جديد حول التعاون المتبادل لأغراض التوقيع والتصديق على اتفاقات أخرى.
> وكيف تصف العلاقات الثنائية بين البلدين؟
– العلاقات الثنائية بين بلدينا ممتازة وتاريخية، وبعد انهيار يوغوسلافيا، اعترفت قطر بالبوسنة والهرسك كدولة مستقلة عام 1992وتم إقامة العلاقات الدبلوماسية بعدها وتم افتتاح سفارة البوسنة والهرسك في قطر عام 1995، كما ساعدت قطر البوسنة والهرسك كثيرا خلال الحرب وخاصة في فترة ما بعد الحرب، ونحن ممتنون جدا لذلك.
> وماذا عن أهم الصناعات بالبوسنة وفرص الاستثمار القطري بها؟
– أكبر فرص للاستثمار في بلادنا في مجالات السياحة والزراعة والصناعات الغذائية والطاقة، وصناعة الخشب والبنية التحتية.
> وبالنسبة للاستثمارات القطرية الأكثر أهمية في البوسنة؟
– أهم استثمار قطري في البوسنة والهرسك هي قناة الجزيرة البلقان، التي أصبحت بالفعل علامة تجارية إقليمية.. الجزيرة البلقان دليل كاف على مدى نجاح التعاون بين بلدينا، وفي السنوات الأخيرة، بدأ القطريون الاستثمار في العقارات بشكل كبير، حيث يشترون العقارات ويشيدون المنازل للراحة والاسترخاء ويتنامى الاهتمام القطري بسوق العقارات لدينا كل عام، وهناك أيضا اهتمام ملحوظ بالاستثمار في الفنادق والمرافق الرياضية والترفيهية.
> وكم يبلغ حجم التبادل التجاري وسبل تنميته؟
– حجم التجارة صغير، لكن هناك فرصا كبيرة لزيادته في عدة مجالات.
> وماذا عن عدد الزوار القطريين للبوسنة ونوعية السياحة المفضلة لديهم؟
– شهدت الزيارات السياحية إلى البوسنة والهرسك بشكل عام، زيادة قدرها 30٪ العام الماضي، ويعزى ذلك إلى حد كبير للسياح من دول مجلس التعاون الخليجي، وكثير منهم من قطر.. والقطريون مجتمع عائلي يزورون بلادنا مع أسرهم ويتمتعون بعروضنا السياحية التي تتماشى مع قيمهم وعاداتهم كما يتمتعون بحسن الضيافة، والطبيعة الجميلة والطعام الجيد.
> وكيف يرى المواطن البوسني دولة قطر؟
– يحتاج الشعب البوسني لمعرفة الكثير عن قطر وتاريخها وثقافتها وتراثها، وشعبا البلدين بحاجة للتعرف على بعضهم البعض بشكل أفضل، كما أن البوسنيين الذين يعرفون قطر معجبون بشدة بالتقدم المذهل الذي حققته.
> وماذا عن علاقات البوسنة ودول مجلس التعاون الخليجي؟
– البوسنة والهرسك لديها علاقات جيدة وودية للغاية مع دول مجلس التعاون الخليجي. لقد حررنا نظام التأشيرات تماما مع كل دول مجلس التعاون باستثناء المملكة العربية السعودية، وللأسف مواطنو البوسنة والهرسك يحتاجون لتأشيرات دخول لدول المجلس، لذلك، سنطلب إلغاء تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة خلال زيارة سمو الأمير، ووضع البوسنة والهرسك على قائمة البلدان التي يمكن لمواطنيها الحصول على التأشيرة عند الوصول إلى قطر في إطار المعاملة بالمثل وحسن النوايا بين بلدينا.
> شاركت البوسنة في بطولة كأس العالم لكرة اليد بالدوحة.. كيف وجدتم تنظيم البطولة وقدرة قطر على استضافة مونديال 2022؟
– كان قرارا شجاعا للغاية أن تتقدم قطر لاستضافة هذه البطولة العالمية، والشجاعة القطرية قائمة على أسس قوية. وقطر تستحق الأفضل والبوسنة والهرسك تستحق صداقة قطر.
> لدى البوسنة تنوع عرقي من البوشناق والصرب والكروات.. كيف تنظرون لتعامل قطر مع هذا التنوع؟
– البوسنة والهرسك بلد متعدد الأعراق والأجناس وهذا أمر نادر في أوروبا. وقطر مثال مثير للاهتمام باعتبارها بلدا يضم أعراقا وأجناسا متعددة أيضا وأعتقد أن كلا البلدين يتعلم من الآخر في هذا الصدد.
> ترتبط البوسنة والهرسك في الذهنية العربية والإسلامية بمذبحة سربرنيتشا.. إلى أي مدى تجاوزتم سنوات الحرب الأليمة وتأثير ذلك على نظام الحكم في بلادكم؟
– الإبادة الجماعية في سربرنيتشا ما زالت جرحا مفتوحا للناس في البوسنة والهرسك وببساطة تم قتل الناس هناك لأنهم كانوا مسلمين، وحتى الآن، لم يتم التحقق من جميع الضحايا ودفنهم بصورة لائقة، وشكلت زيارة رئيس الوزراء الصربي الأخيرة إلى سربرنيتشا عام 2015 خطوة هامة نحو المصالحة، والحرب في البوسنة والهرسك انتهت مع اتفاق دايتون للسلام، ودستورنا واحد من مرفقات هذا الاتفاق، وهو الدستور العرقي الذي لا يلبي جميع المعايير الدستورية لدولة حديثة، وبالتالي يحتاج لإصلاح.